بين الترحيب والتشكيك.. أطراف ليبيا المتنازعة تمدّد مباحثاتها في المغرب

رغم عدم التوصل إلى اتفاق على هيكلة المؤسسات السياديّة بعد، إلّا أنّ الاجتماعات اللّيبية في المغرب تُحقّق بعض التقدّم، ممّا دفع الأطراف المجتمعة في بلدة بوزنيقة، في ضواحي العاصمة الرباط، إلى تمديد مباحثاتها التي انطلقت الأحد الماضي إلى اليوم، وربما حتى يوم غد الأربعاء، بحسب مصادر مطلعة.

هذا وأكدت الرباط أنّ هذه الاجتماعات لا تحمل مبادرة جديدة، حيث ينتظر أن تضع، في حال نجاحها، محددات المرحلة الانتقاليّة، لا سيما إعادة هيكلة المؤسسات وتوزيع المناصب السياديّة، على أن تتم مناقشتها في المحادثات الليبية، المُزمع عقدها في جنيف.

وفي حين رحّب العديد من مسؤولي المجلس الأعلى للدولة الليبي بمجريات الحوار حتى الآن، شكّك عدد من النواب الليبيين بجدواه، واحتمال توصله إلى نتائج يمكن تطبيقها على الأرض.

إذ كان النائب علي التكبالي قال في حديث سابق لـ "العربية.نت"، أمس، "إنّ هناك الكثير من العوائق في هذا الحوار السياسيّ، تبدأ بالوفدين المشاركين من المجلس الأعلى للدولة وكذلك من البرلمان الليبي، الذين لا يملكون أي قوة على الأرض يستندون إليها لتنفيذ أي اتفاقيات قد يتوصلون إليها خلال هذه المشاورات"، وفق تعبيره.

وقف النار والمناصب السيادية

يشار إلى أنّ جولة المشاورات التمهيدية بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وأعضاء في البرلمان، كانت قد انطلقت الأحد في مدينة بوزنيقة الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا جنوبي العاصمة المغربيّة الرباط، لمناقشة قضايا ليبية عالقة على رأسها وقف إطلاق النار والمناصب السيادية.

فيما قال مسؤولون ليبيون ومغاربة، إنّ هذا اللقاء لا يشكل مبادرة موازية لجهود الأمم المتحدة وإنما استكمالًا لدورها في مسار القضية الليبيّة.

يذكر أن تلك اللقاءات أو المشاورات أتت بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي.

كما أتت بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز إلى المغرب، في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية والشركاء الإقليميين والدوليين لإيحاد حل للأزمة هناك.

مع الإشارة إلى أنّ الأطراف الليبيّة كانت قد وقعت اتفاق سلام برعاية من الأمم المتحدة في الصخيرات قرب الرباط في 2015 بعد عام من المفاوضات الشاقة. لكن الخلافات عصفت باتفاق الصخيرات، وعادت إلى نقطة الصفر.