
أستاذنا العزيز الناشط السياسي و المدون محمد الأمين باباه ديداه بداية نشكر تفاعلكم وتجاوبكم معنا لاجراء هذا الحوار وإعطاءنا بعضا من وقتكم الثمين لنناقش خلاله معكم بعض ما يجري الآن في موريتانيا وعن حملتكم ضد الفساد.
---
سؤال: أولا بوصفكم عضوا في حملة معا لمحاربة الفساد هل تلمسون جدية في عمل النظام الحالي للحرب على الفساد؟
محمد الأمين باباه ديداه : مرحبا بيكم ، وشكرا على إتاحة الفرصة. بخصوص سؤالكم لاشك أن النظام الحالي رفع شعار محاربة الفساد ، وقدم في سبيل ذلك خطوات جيدة وملموسة كدعم تحقيق اللجنة البرلمانية ؛ ولكن سجلنا عليه ملاحظات سلبية؛ بل تصرفات غير مفهومة كبقاء بعض المسؤولين السامين في مناصبهم رغم ورود أسماءهم في تقرير اللجنة.
-----
سؤال: البعض يرى أن مانشاهده مجرد مسرحية لإلهاء الشعب؛ وليست محاربة للفساد مار أيكم ؟
محمد الأمين باباه ديداه : أعتقد أن الرئيس غزواني ليس ساذجا بتلك الدرجة ، وليس سيئا بهذا الحد لذلك لا أرى الامور بذلك التصو فالأمر أعمق مما نتصور ، وعلى كل حال أي فعل أو قول يفهم منه أنه محاربة للفساد نرحب به ونتمنه وفي المقابل أي تصرف عكس ذلك نشجبه ونرفضه.
---
سؤال: الطيف السياسي المعارض كان قويا وموجودا خلال العشرية السابقة أما الآن فيمكن أن يقال بأنه تخلى عن دوره ماهو تفسيركم لذلك ؟
المعارضة في فترة الرئيس السابق تعرضت للكثير من المضايقات وأحيانا للسب والشتم مما جعلها تكون في حرب فعلية مع نظامه أما الرئيس غزواني استطاع أن يكسب ودها بجلوسه معها على الطاوله ومشاوراته معها في بعض الملفات الوطنية الهامة ، وبطبيعة الحال لن يتساوى التعامل مع من كان يعتبرك عدوا خائنا له ولبلدك ، وبين من يعتبرك شريكا لاغنى عنه في عملية تسيير البلد .
-----
سؤال: خلال الأسابيع الماضية قامت وزارتا المالية والخارجية بتعيينات أثارت انتباه الرأي العام ماهو موقفكم من تلك التعيينات؟
محمد الأمين باباه ديداه : أعتقد أن تلك التعيينات تندرج في قائمة تكريس الفساد لمخالفتها القانون حسب بعض الخبراء ، وحتى لو لم تكن مخالفة له ؛ فلا معنى لها أخلاقيا وإداريا بل هي غبن وتهميش ؛ إذ لا ينبغي التعيين من خارج القطاع مادام موظفوه الذين نجحوا في مسابقات، وتكونوا في المدرسة الوطنية للإدارة موجودين
----
سؤال: في اليومين الماضيين حكم القضاء على بعض أصحاب الرأي بأحكام سجن نافذة وغرامات مالية إثر شكاوى قدمت منهما ماهو تقييمكم لهذا الحدث؟
محمد الأمين باباه ديداه : مبدئيا نطالب الجميع بالكف عن الوقوع في أعراض الغير واتهامه بدون دليل، ونؤكد على ضرورة استقلال القضاء ، وتكريس حرية التعبير؛ ولكن المثير في الأمر ليس الحكم وحده ؛ بل سرعة إجراءاته .
كما أن من تم الحكم عليهم هناك من هو أولى منهم بالسجن لنهبه وتبذيره لأموال الشعب
مما جعل ذلك يرجح النظرية المحلية التي تؤكد أن الأحكام في الغالب عندنا لصالح القوي بغض النظر عن أحقيته من عدمها.