
الرباط – «القدس العربي» : بدأت أرقام الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب في الانخفاض، إلا أن الحذر ما زال سيد الموقف خشية عودة موجة ثانية للفيروس، وهو ما أدى بالعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى إلغاء الاحتفال السنوي بعيد توليه العرش وتشديد وزارة الداخلية في مراقبة المؤسسات الصناعية والتزامها بإجراءات الاحتياط الصحي.
وسجل في المغرب، بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، 84 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 16181 حالة مع استبعاد إصابة، بعد الحصول على نتائج سلبية للتحاليل الخاصة بها، 908514 حالة منذ بداية انتشار الفيروس في البلاد.
تأجيل الاحتفالات
وقالت وزارة الصحة المغربية في تقريرها اليومي حول تطورات تفشي الوباء إنه تم تسجيل حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس ليصير إجمالي الوفيات 258 حالة لتتقلص نسبة الفتك إلى أقل من 2 في المئة، حيث وصلت إلى 1,59 في المئة وترتفع نسبة المتعافين إلى 84,46 في المئة بعد التأكد من 224 حالة شفاء جديدة وارتفاع مجموع الحالات التي نجحت في التعافي من الجائحة إلى 13666 حالة وبقاء 2257 يتلقون العلاج.
وشهدت 8 جهات الإصابات الـ84 إصابة جديدة وتوزعت في جهة مراكش آسفي 30 إصابة فيما سجل 28 بطنجة تطوان الحسيمة، و13 في جهة فاس مكناس و10 في الدار البيضاء سطات، و4 على مستوى الداخلة وادي الذهب و2 بجهة الشرق، و1 في جهة كلميم وادي نون و1 في سوس ماسة وتصبح الحصيلة التراكمية للمعلن إصابتهم بالجائحة 3981 حالة في جهة البيضاء و3231 في طنجة تطوان الحسيمة، و2887 في مراكش آسفي و2076 في جهة الرباط سلا القنيطرة، و1859 في فاس في كناس و820 في جهة العيون الساقية الحمراء ووصلت إلى 587 إصابة مؤكدة في جهة درعة تافيلالت مقابل 293 في جهة الشرق و176 في بني ملال خنيفرة، و147 في كلميم وادي نون و102 في جهة سوس ماسة و23 في جهة الداخلة وادي الذهب.
ونتيجة لاستمرار تسجيل الإصابات، قرر العاهل المغربي تأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمراسم، التي تقام بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لعيد العرش الذي يصادف يوم 30 تموز/ يوليو من كل عام، وقالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في بلاغ لها مساء أول أمس الثلاثاء: «أخذاً بعين الاعتبار للتدابير الاحترازية المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية، التي تم إقرارها للحد من انتشار فيروس كوفيد- 19، فقد تقرر تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه الملك بهذه المناسبة وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، وحفل تقديم الولاء وطواف المشاعل الذي ينظمه الحرس الملكي، وكل الاستعراضات والتظاهرات التي يحضرها عدد كبير من المواطنين.
ويوجه العاهل المغربي خطاباً يبث على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزيون مساء يوم 29 تموز/ يوليو الجاري ويترأس حفل استقبال رمزي في اليوم التالي.
وتبين أن أغلب الإصابات الجديدة سجلت في المؤسسات الصناعية وقررت السلطات اتخاذ إجراءات حازمة ضد المؤسسات التي لا تلتزم بمقتضيات الحجر الصحي والوقاية من الإصابة، وأعلن وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، أنه تم إغلاق 514 وحدة صناعية وتجارية بـ34 عمالة وإقليماً، منذ الاستئناف التدريجي للدينامية الاقتصادية، بناء على نتائج عمليات المراقبة المنجزة من قبل اللجان المختصة.
وقال لفتيت في اجتماع عقده، الثلاثاء، رفقة كل من وزير الصحة ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، وممثلي الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن إغلاق هذه الوحدات سببه «عدم احترامها للإجراءات الوقائية المعمول بها» فيما «لا زالت 98 وحدة من بينها قيد تدابير الإغلاق لحد الآن، فيما عملت البقية على تصحيح وضعيتها والالتزام بالضوابط المقررة، وسيتم نشر لائحة الوحدات المعنية بقرارات الإغلاق لاحقاً».
وأكد وزير الداخلية المغربي على أن السلطات العمومية لن تتوانى عن اتخاذ جميع التدابير الضرورية التي تستلزمها ضرورات الأمن الصحي لعموم المواطنين، بما في ذلك إغلاق الوحدات التي لا تحرص على الالتزام بالتدابير الاحترازية المقررة وبقواعد البروتوكول الصحي المعمول به، ومتابعة المسؤولين عنها إن اقتضى الأمر. وتبقى صحة الشغيلة من مسؤولية المشغل، الذي يعد من الناحية القانونية والأخلاقية ملزماً بتوفير الظروف الملائمة للعمل داخل الوحدات الصناعية والإنتاجية أو للتنقل من خلال وسائل نقل المستخدمين وذلك للحد من انتشار هذا الوباء بين صفوف العاملين بهذه الوحدات وتطويق انتشار العدوى بين صفوف عائلاتهم ومخالطيهم وما ينتج عن ذلك من تداعيات وانعكاسات سلبية على النظام العام الصحي.
وشجب لفتيت عدم الامتثال للتدابير الوقائية التي ما فتئت توصي بها السلطات العمومية، حيث ساهم هذا التهاون في اتساع مدى الوباء وظهور بؤر وبائية بعدد من الوحدات الإنتاجية. وقال إن الحالات المسجلة ضمن صفوف العاملين بمجمل الشركات والوحدات الإنتاجية وعائلاتهم والمخالطين لهم مثلت ما يناهز 47 في المئة من عدد الحالات المؤكدة، وذلك منذ انطلاق خطة الاسترجاع التدريجي للدينامية الاقتصادية في البلاد.
وحذر وزير الصحة، خالد آيت الطالب، من أي تراخ فيما يتعلق باحترام الإجراءات الصحية والوقائية المتخذة من قبل السلطات العمومية للحد من انتشار فيروس «كوفيد-19».وقال: «تم في الآونة الأخيرة تسجيل تراخ في الإجراءات الصحية» مشدداً على ضرورة الاحترام الصارم للتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات (ارتداء الأقنعة، واحترام التباعد) من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن «الحالة الوبائية قد شهدت تغيراً في المغرب وفي العالم كله» معبراً عن انشغاله بارتفاع حالات الوفيات وحالات الإصابة الحرجة ب«كوفيد- 19».
ودعا وزير الصحة المغربي المواطنين إلى إبداء مزيد من اليقظة والتحلي بروح المسؤولية والتضامن، خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي والجامعي، مشدداً على أن الوباء لم ينته بعد منوهاً بالنتائج التي حققتها بلاده حتى الآن، والتي حظيت بإشادة من المجتمع الدولي، حيث يسجل المغرب أدنى نسبة إماتة في العالم» وقال إن هاته النتائج تحققت بفضل الجهود المبذولة من قبل كافة الأطراف المعنية، ولا سيما المواطن المغربي و»سيكون من المؤسف أن تذهب سدى كل هذه النتائج والتضحيات المبذولة إلى غاية اليوم».
الوضع يخرج قليلاً عن السيطرة
وأوضح آيت طالب أنه على إثر تسجيل تراخ لدى المواطنين في ما يتعلق باحترام وتبني الإجراءات الاحترازية المقررة، فإن الوضع في بعض المناطق «يخرج قليلاً عن السيطرة» مقارنة بغيرها، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض الإصابة يمكن أن ينشروا الفيروس دون أن يدركوا ذلك، ومن هنا تأتي الأهمية القصوى لارتداء قناع واق.
وجدد المسؤول الحكومي دعوته لكافة المواطنين من أجل الامتثال الصارم للتدابير الوقائية، من خلال ارتداء قناع وقائي، واحترام التباعد الجسدي، وغسل اليدين بانتظام وتجنب التجمعات، كما حث الأشخاص المسنين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة على التحلي بمزيد من الحذر واليقظة ودعا الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مرتبطة بالفيروس، من قبيل ارتفاع درجة الحرارة، وسعال، وفقدان حاسة الشم وضيق في التنفس، إلى الإسراع بالاتصال بخدمة المساعدة الطبية الاستعجالية، في أقرب وقت ممكن.
القدس العربي