
لقي قرار المغرب استئناف العلاقات مع إسرائيل ترحيبا من باريس، وفيما يخص القرار الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن بلادها "تؤيد حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من الطرفين". وفي القوت نفسه، وعد الصحراويون التابعون لجبهة البوليساريو بمواصلة القتال في الصحراء الغربية، وفقا لتصريحات المسؤول الصحراوي محمد سالم ولد السالك.
أعربت باريس الجمعة عن ترحيبها بقرار "باستئناف العلاقات الدبلوماسية" بين إسرائيل والمغرب، معتبرة أن النزاع في الصحراء الغربية الذي كان أحد رهانات تحقيق التطبيع، قد "طال أمده" ولا بدّ من إيجاد حل "عادل ودائم" له.
بينما وعد الصحراويون التابعون لجبهة البوليساريو بمواصلة القتال في الصحراء الغربية، في اليوم التالي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على هذه المنطقة المتنازع عليها، وفق ما قال المسؤول الصحراوي محمد سالم ولد السالك لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة.
حل سياسي عادل
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية "النزاع في الصحراء الغربية طال أمده ويمثل مخاطر دائمة باندلاع توتر"، في وقت اعترف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بسيادة المغرب على هذه المنطقة المتنازع عليها مقابل تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل.
وتطالب المغرب وانفصاليو جبهة البوليساريو المدعومون من الجزائر، على السواء بالسيادة على هذه المستعمرة الإسبانية السابقة. ووصلت مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة بشأن هذا النزاع إلى طريق مسدود.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن فرنسا "تؤيد حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من الطرفين، ومتوافقا مع قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة".
وشددت أنه "على ضوء هذا الرؤية، تعتبر فرنسا خطة الحكم الذاتي المغربية أساسا لمحادثات جادة وذات مصداقية".
ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني ويسيطر على 80 بالمئة من أراضيها التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، ويقترح منحها حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو منذ سنوات بإجراء استفتاء تقرير مصير بموجب اتفاق وقف إطلاق نار وُقّع عام 1991 برعاية الأمم المتحدة بعد حرب استمرت 16 عاما.
"القتال سيستمر"
وأضاف "وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو في العام 1976 أن "القتال سيستمر حتى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال المغربية".
وتبلغ البوليساريو عن تبادل يومي لإطلاق النار على طول الجدار الرملي الذي يفصل بين المعسكرين منذ خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن ظل ساريا منذ العام 1991.
وأكدت "وزارة الدفاع" الصحراوية في بيان نشر صباح الجمعة، أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي واصل الخميس هجماته "على القواعد العسكرية المغربية خلف ’جدار العار‘".
وأوضح البيان أنه تم "قصف مواقع العدو" في قطاعات محبس وحوزة وأكويره وويل أبليل. ولم يكن ممكنا التحقق من هذه التصريحات.
وكرر ولد السالك أن القرار الأمريكي "باطل" مؤكدا أن المجتمع الدولي "لا يعترف ولن يعترف بأي سيادة مغربية على الصحراء الغربية".
وشدد على أن السيادة على الصحراء الغربية "تعود حصرا إلى الشعب الصحراوي".
صمت جزائري
وفي حين لم تعلّق الجزائر بعد على الإعلان الأمريكي، أدانت جبهة البوليساريو "بأشد عبارات الإدانة إقدام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على الاعتراف للمغرب بما لا يملك لمن لا يستحق".
وتتحدث البوليساريو يوميا عن حصول تبادل لإطلاق النار على طول الجدار الذي يفصل بين المعسكرين منذ انهيار وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر/تشرين الثاني
France 24