
وسط حديث عن اتجاهها نحو الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، منعت الجارة الجنوبية موريتانيا، من جديد، محاولات عناصر من جبهة “البوليساريو” الانفصالية تنظيم أنشطة معادية للوحدة الترابية للمغرب.
وفي السياق ذاته، رفضت السلطات الموريتانية، مؤخرا الترخيص لنشاط مؤيد لجبهة “البوليساريو” الانفصالية كان ينوي مكتب تابع لعناصر الجبهة تنظيمه في مدينة “بير أم اغرين”، أقصى شمال شرقي موريتانيا.
ونقل موقع “صحراء ميديا” الموريتاني، أن مكتب الجبهة الانفصالية في المدينة، تقدم إلى حاكم المقاطعة بطلب لترخيص مظاهرة خارج مدينة “بير أم اغرين”، عند مرتفع صخري يحمل اسم المدينة نفسها.
وحشد مكتب الجبهة الانفصالية أفرادا من المنتسبين إليها وجميع المتعاطفين معها للمشاركة في المظاهرة، لإظهار الدعم لقيادة الجبهة على ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها قضية الصحراء المغربية، ولكن حاكم مدينة “بير أم اغرين” أبلغ ممثل الجبهة الانفصالية أن السلطات الموريتانية ترفض بشكل تام الترخيص للمظاهرة.
وحاول انفصاليون مقيمون في مدينة ازويرات، شمالي موريتانيا، قبل عدة أسابيع تنظيم مظاهرة مؤيدة للجبهة الانفصالية بالتزامن مع أحداث معبر الكركرات، إلا أن السلطات في المدينة استدعت ممثلين عن الجبهة الانفصالية في المدينة، وأبلغتهم أنها ترفض بشكل تام تنظيم المظاهرة.
وكانت وسائل إعلام موريتانية قد تحدثت عن تخلص نواكشوط من مخاوفها، واستعدادها للإعلان عن سحب اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك قبل انتهاء الولاية الحالية للرئيس محمد ولد الشيخ ولد الغزواني.
ووفقا لصحيفة “أنباء أنفو” الإلكترونية، فإن القرار التاريخي المنتظر، سيستند في تقديمه على مرجعية الأمم المتحدة، التي لا تعترف بالجمهورية، التي أعلنتها البوليساريو، وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول القضية، وقد حدد الحلول في ثلاث نقاط هي: الواقعية، والتوافق، والرغبة في التسوية.
وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن جميع الحكومات الموريتانية، التي تلت ولاية الرئيس الأسبق، محمد ولد خونا ولد هيدالة، لم تكن راضية أصلا عن قرار الاعتراف بالجبهة الانفصالية، الذي ورثته عن فترات حكم سابقة، وذلك “خشية أن يتسبب التراجع عنه في ردَّات فعل من البوليساريو بدعم عسكري جزائري”، خصوصا أن “الجيش الموريتاني لم يكن- آنذاك – مجهزا عسكريا لمواجهتها”، يقول المصدر ذاته.
وأضافت الصحيفة نفسها أن موريتانيا الحالية، لم تعد كما كانت عليه عام 1978، حينما تم الاعتراف بالبوليساريو، بعدما تحسن وضع الجيش لديها، وأصبحت “قادرة على اتخاذ القرار التاريخي، الذى يخدم مصالحها الجيوسياسية الاستراتيجية، ومصالح استقرار، وأمن المنطقة بأسرها، بعيدا عن الضغوط وهيمنة الخوف “.